ظل المطر الملك
عدد المساهمات : 133 تاريخ التسجيل : 30/03/2013 العمر : 55 الموقع : بحر الكلمات و سهول العبارات ,وقمم المعاني
بستان العارفين اسم المستخدم:
| موضوع: كتاب وحي الخمار الثلاثاء يونيو 10, 2014 9:14 pm | |
| ................ حدثني من قال فيه الشاعر كاد ان يكون رسولا قائلا : كنت ألاحظ فتاتين في قاعة امتحان,فأعجبني مظهـرهما بالحجاب , والخمار قد لف رأسيهما فصار وجهيهما كقرص شمس قد دفعته ظــلمة البارحــة للخروج. فشكرت الخالق و حـمـدته على نـعــمة الــحــجاب , و أثـنـيـت على من ربى في البيت و المدرسة كل فتاة هــكذا, لاحـظت آيـات الأخـلاق و الأدب الرفيع تــسـمو كلما رفعت عيناي تجاههما, فـقـرت ألا انظر إليهما, فثقتي بابنتي لا تضاهيها ثقة أهل الأرض جميعا. فأسكت النظر,و صمت مراقبتها, لفترة من الزمــن , حتى اقترب منهما ملاحظ آخر كان من خلفهما يــحرس .فوقف بينهما يسترق السمع, و يطلق العنان لأثير أذنــيه نحوهما, ثم دنى منهما دنــو الواثق من وجود شيئ غريب يعــكر صــفو الهــدوء الــسائد في الحجرة, مكث برهة ... ثم جائني ووريده يعلو و ينخفض , ووجـهــه قد تلون بالأحــمر, فســألني و لسانه يتلعثم فقال لي : يا ســيد أتــلاحظ الفتاتين هناك القابعتين للخلف؟ فقلت : بلى ! فنعـــم الأدب و العلم هما .. فقال مندهشا : ياسيدي هما تضعان جهازا للغش عبر ـ الهاتف النقال ـ تحت الخــمار.فلم أصــدق قول الزميل حتى طلبت من إحــدهن أن تكشف هــذا الجــهاز . و بسرعة و الخوف باد على ملامحها, و ضعت يدها أسفل خمارها . و استخرجت ـ خيطا سلكيا ـ كان موصولا بهاتف من خارج القاعة يأتيها بالإجــابة. وقلت لجارتها وأنا واثق هذه الــمرة بأن هذا الخــمار الملفوف حول رأسها لم يلبس قط, و لربما هو خمار للإمتحان قد وضع, وليس للحياء و الدين قد ألبس.. و ما إن إكتشفنا حالتي الغش, و بينما كنت أحرر محضر الغش حتى جائتني إحـداهما تمشي على إستحياءزائف و قالت و الدموع تنفر من عينيها نفورا: أرجــوك !المــعذرة , و العفو . ولن أكمل الإمتحان هـذا فقد نجحت الآن في امتحان الحقيقة, و أعلنت أمام عدم المكر و الخــداع, و أقسم بالله أن لا أنزع هــذا الخمار منذ اليوم, و لا أهـيـن الــحــجــاب رمز الــعفاف و التقى و الـــبراءة, فمعذرة ياسيدي المعلم ...فقلت لها التقوى في القلوب رابضة, ومن أحبه الله سهل له كل مايريد , و خير الأعمال ما كان أصدقه لله و للناس , و ما الإمتحان هذا إلى للنجاح في الدنيا , بينما إمتحان الــغــد تلاحظه الملائــكة و تشرف على تسجيله, و يقيمه و يقومه الله تعالى. هذا ما أخبرني إياه أحــد المــعلمين الذين جــاؤا من الــبادية لحراسة إمتحان في الــمدينة. و كان يخــاطبني و الدهــشة و الإستــغراب في كلامــه. حتى قال في شأن الفتاتيـــن كلاما عنوانه: غــــروب قبل الأوان...... | |
|